Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Enfants autistes أطفال التوحد

Enfants autistes أطفال التوحد

مدونة إلكترونية للتوثيق والإنتاج والتأطير التربوي لأطفال التوحد


مـقـالات

Publié par hafi hamid sur 30 Mai 2013, 10:04am

 إرهاصات "بلولر" عن التوحد

 

 

 

 

 

يرجع استعمال لفظة الانطوائية/التوحد: لأول مرة إلى الطبيب النفساني السويسري "أوجين بلولر" سنة 1911م، بعد أن تحدث سنة 1906 عن العته المبكر( للأطفال ) وهو يصف هؤلاء المرضى الذين تحصنوا في عالمهم الخاص منعزلين عن العالم الخارجي .

بعدها استدرك هذا العالم أن هؤلاء الأطفال، على وجه الخصوص، ليسوا معتوهين، أو مختلين عقليا، إنما يمتلكون حياة باطنية  غنية جدا.

ورغم مبادرة "بلولر" الطليعية في الاقتراب من تحديد الطبيعة الإكلينيكية لهذه الفئة من الأطفال، إلا أن تحديد خصائص هذه المتلازمة كاضطراب شاذ؛ تعذر لفترة طالت. وظلت في عهده تصنف ضمن الصنافة العامة للأمراض الذهنية أو العقلية للطفل؛ الشيء الذي شكل لجاما علميا يكبح طموح أية دراسة في الموضوع.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الطفل "دونالد" والبروفسور "ليو كانر

 

 

1- قطيعة مع تصورات بلولر

أحدث الطبيب النفساني - الأمريكي الأصل النمس هنغاري الموطن: " ليو كانر" قطيعة مع تصورات بلولر نحو أطفال التوحد، بمقال بمجلة بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1943؛ وصف فيها إحدى عشر حالة طفل كانوا تحت ملاحظته المباشرة، من بينهم الطفل "دولاند" من أسرة هاجرت مدينتها الأصلية.

2- تقرير أب الطفل دونالد

كان سن دونالد يناهز خمس سنوات وشهر واحد أثناء فحصه الأول، في أكتوبر سنة 1938. سلم الأب تقريرا حصريا إلى البروفسور "كانر" من ثلاثة وثلاثين صفحة، مطبوعة بالآلة الكاتبة، أعطت عرضا رائعا لسيرة الطفل وسوابقه، ووقفت على تفاصيل دقيقة. يقول التقرير:

[...] مع دونالد، " الأكل كان دائما مشكلة؛ لم تكن له شهية طبيعية على الإطلاق، وهو في سنته الأولى، لم يسبق أن طلب طعاما، ولم تأخذه استثارة أو شهية اتجاه حلوى أو مثلجات أمامه "

[...] " في عامه الأول، غنى دونالد وردد أنغاما عديدة بدون أخطاء وفي أجواء مختلفة "،  وقبل سنه الثانية، " كان يمتلك ذاكرة خارقة للوجوه والأسماء، ويعرف أسماء عديدة للمنازل " في مدينته. [...] نطقه للكلمات كان واضحا، لكن والديه لاحظا أنه " لم يتعلم أن يطرح أو أن يجيب على أسئلة إلا إذا كانت ذات الصلة بلعبتة المفضلة أو أشياء من نوعها؛ وبالتالي لم يكن يضع أسئلة حقيقية، ولم يكن يعبر عن طلب، إلا بكلمات  معزولة أو متفرقة ".. بدأ يهتم بالصور " وبدأ يتعرف بسرعة على عدد مذهل من الصور والرسومات من خلال تصفحه السريع للموسوعة العلمية ". [...] حفظ بسرعة جميع الحروف عن ظهر قلب "من اليسار إلى اليمين وبالخلف "، وتعلم أيضا أن يعد إلى مائة.

ولاحظ الوالدان مبكرا أن دونالد يكون جد مسرور حين يتركانه لوحده: لم يبك يوما من أجل أن يرافق أمه، ويبدو غير مبال بعودات أبيه إلى البيت ولا بزيارات أقارب الوالدين.

يقول الأب إن دونالد  "لم يسجل أدنى انتباه للأب نويل ببذلته وزيه المتميز. ويبدو مستغنيا بنفسه. ولا يظهر عاطفته حين نلاطفه أو نداعبه؛ فهوغير مبال بنا ، ولا يبدو فرحا بقدوم أبيه أو أمه أو ابن الجيران، ولا يضجر لفراقهم. إنه منزو في قوقعته غائص في داخله.

 [...] لا يستجيب حين نناديه باسمه إلا نادرا، وبالمقابل يحب أن ترفعه وأن تحمله أو أن تقوده من يده من أجل أن يذهب هنا أو حيث يريد هو أن يذهب ".

في سنته الثانية " تعلم عادة أن يدور المكعبات، وأيضا الصحون وأشياء أخرى ذات الشكل الدائري". [...] حين نزعجه يقوم بنوبة غضب تخريبية. " كان يخاف بفظاظة من أن يتلقى صفعة أو جلدة من أحد والديه، و كان عاجزا عن أن يقيم رابطا بين سلوكه السيئ والعقاب الذي يناله ".

 في غشت 1937، ولج  دونالد مصحة لعلاج المعرضين للإصابة بالسل، من أجل الوقاية من هذا الداء، هنا أظهر نفورا من أن يلعب مع الأطفال أو أن يقوم بما يشغل بال أقرانه. إنه كبر، لكنه امتلك عادة أن يهز أو يؤرجح رأسه من جانب إلى آخر.

عادته المستمرة هي تدويره الأشياء و أن يقفز بنشوة على القدمين وهما ملتصقتين وهو ينظر إليهما بافتتان بالغ. يتسلى فاقدا وعيه اتجاه كل ما حوله، مقيما حاجزا بين شعوره  وبين العالم الخارجي، ونحن نعمل على تحطيم هذا الحاجز من أجل أن ننال انتباهه."

انتهى تقرير الأب.

3- دراسة "كانر" الإكلينيكية

على طول هذا المقال، باشر كانر  وصفا مفصلا ودقيقا لإحدى عشرة حالة، تكمن أهميته في أنه يسدل الستار لأول مرة عن مفهوم الانطوائية أو التوحد. هؤلاء الأطفال يحملون اضطرابات مشتركة خارج قصصهم الفردية المتمايزة؛ فهم يبدون عجزا عن تطوير علاقات مع أشخاص آخرين من محيطهم. يظهرون أنهم يكتفون بذواتهم ويكونون مسرورين عندما يكونون على انفراد، إنهم يظهرون اهتماما وشغفا بالغا بالأشكال بدلا من الأشخاص، يهملون أو يرفضون ما يأتي به الراشدون. بنفس المقدار يلاحظ كانر شذوذا واختلالات في اللغة : بعض الأطفال لا يتكلمون، وآخرون يكتسبون اللغة لكن دوما  مع تأخر، وعندما يتكلمون ليسوا قادرين على تبليغ رسالة إلى الآخرين. الأطفال يطربون غالبا حينما يكررون الكلمات والجمل التي يسمعونها. كل مرة يستعملون كلمة " أنت " بدلا من " أنا " كأن يستعمل إسمه الشخصي مكان أشخاص كان يذكرهم مقلدا حتى نبرات أصواتهم. يحكي كانر عن دونالد  حين كان يريد من أمه أن تخلع حذاءه كان يقول لها: "إخلع حذاءك " و حينما كان يرغب في أن يأخذ حماما؛ يقول لأمه:  "هل تريد أن تأخذ حماما ؟ "

الألعاب عندهم محصورة في أشغال يدوية تكرارية ومحدودة. الحاصل أنهم يخافون من التغيير ويأخذون في الغضب حينما يتعرضون للإزعاج أو حين يكون شيء قد تعرض لتعديل داخل بيئتهم."

فيما بعد، سوف يختصر كانر علامات التوحد في عنصرين أساسيين: الخوف من التغيير العزلة المتطرفة. والتعريف الذي قدمه البروفسور كانر لا زالت صلاحيته ممتدة إلى الآن، لكن فيما سيعرف مع تطور الأبحاث والتصنيفات بالتوحد التقليدي (أو التوحد الخالص).

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

  أعمال  هانز آسبرجر

     

مـقـالات
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents