أطفال آسبرجر

أطفال آسبرجر

على مستوى اللغة

على مستوى اللغة والإدراك، لا يعاني أطفال آسبرجر من أي تأخر دال إكلينيكيا؛ فطفل آسبرجر ينمو بشكل طبيعي. اللغة عنده تظهر سليمة، وتبدو في مستوياتها العادية، فهو قادر على التعبير بلغة سليمة إصدارا واستقبالا ؛ ويكتسب كلمات معزولة عند سنه الثانية أو ما قبلها، ويستعمل جملا تواصلية عند السن الثالثة أو قبلها.

غير أن التعبير اللغوي غالبا ما يشوبه اضطراب، واختياره للكلمات غالبا ما يكون مختلا، وهو ما يعطي الانطباع بنوع من التكلف أو التعالم أو ادعاء المعرفة. والخطاب يكون عنده دائما متكررا ومنصبا على اهتمامات محدودة ومحصورة، أحيانا استحواذية. وهو لا يستطيع استعمال المجازات اللغوية أو الصيغ الأسلوبية أو اللعب بالكلمات .

على مستوى الإدراك

 لا يعاني طفل آسبرجر من أي تأخر دال إكلينيكيا، فهو ينمو بشكل طبيعي في الإدراك، كما يتمتع بنمو ذهني وإدراكي عادي، يتساوق خلال السنوات الثلاثة الأولى مع استقلالية ذاتية، وسلوك تكيفي، وتحفيز اتجاه البيئة.

الحاصل الذكائي عنده في الغالب طبيعي، والطفل يمكن أن يتعلم تقريبا بشكل طبيعي، على وجه الخصوص، في المجالات التي تمس مباشرة حياته الشخصية.

أحيانا، يمتلك طفل آسبرجر ذاكرة جد متقدمة، لكن المواضيع التي تتعلق بها ذاكرته غالبا ما تكون غريـبة: يمكن على سبيل المثال أن يستظهر عن ظهر قلب أوقات القطار أو المسافات التي تقطعها الطائرات...

على مستوى النمو الحركي

يعاني أطفال آسبرجر من تأخر واختلال في النمو الحركي، وهذا عرض إكلينيكي طبيعي لكنه ليس عرضا ثابتا أو ضروريا  في التشخيص.

كما يعانون على العموم من ( عدم تناسق في الحركات، اختلال في المشية وأحيانا حركات نمطية تكرارية )، إلا أنها تكون على وجه أخف من التي لذى أطفال التوحد (التوحد الخالص ). هذه الصعوبات تعطي لهؤلاء الأطفال مظهرا أخرق في السلوك والحركة.

اهتمامات فريدة وقدرات خاصة

يمتلك طفل آسبرجر قدرات فريدة وخصوصية، مع انشغالات شاذة تتردد بكثرة.

( وهذا المعطى ليس عرضا ملحا في التشخيص ). ففي ثمانينيات القرن الماضي أقر البروفسور آسبرجر وسجل، بالمقابل، أن مرضاه قادرون على تحقيق مستوى من النجاح وعلى أن يكونوا مندمجين اجتماعيا مع وجود أعراض توحد خفيفة، وبالتالي فهم  يملكون مستوى عقليا راقيا عن مجموعة أطفال كانر ( ذووا التوحد الخالص ) .

و عليه، فأن متلازمة آسبرجر تنشئ تنوعا في "مجال التوحد"، والأشخاص الذين تحل بهم سوف يكونون بالفعل توحديين من المستوى العالي عقليا.

التـداخـل الاجـتـماعـي

يعاني أطفال آسبرجر من تلف أو اختلال نوعي في التداخل الاجتماعي ( وما يميز هؤلاء الأطفال عن باقي أطفال التوحد الخالص هو أن الاضطراب السلوكي المرتبط بالتصنعات الحركية أو الشغف والانجذاب إلى أجزاء من شيء أو إلى عناصر غير وظيفية من مواد للعب كلها أقل ترددا ).

كأطفال التوحد، فإن أطفال آسبرجر يعجزون عن نسج علاقات اجتماعية عادية، أو التعامل بنجاح مع الأقران، ولا يستوعبون في الغالب القواعد الاجتماعية الأساسية، ولديهم صعوبات في التكيف مع محيطهم، ويتهربون من الاتصال، مع اقتراف السلوك غير اللائق اجتماعياً وعاطفياً.

ومن أعراض هذه المتلازمة أن  أطفال آسبرجر  يفتقرون إلى مهارات التواصل غير اللفظي، وبالتالي فهم يجدون صعوبة في قراءة وفهم التلميحات الاجتماعية، ويفشلون في إظهار تعاطف مع أقرانهم  والتعرف على مشاعر الآخرين. الشيء الذي يجعلهم عاجزين عن بناءَ صداقات..